والحسب: الفعال الْحسن للآباء، مَأْخُوذ من الْحساب إِذا حسبوا مناقبهم، وَذَلِكَ أَنه إِذا عد كل وَاحِد مِنْهُم مناقبه ومآثر آبَائِهِ وحسبها، كَانَ أحسبهم أَكْثَرهم عددا
وَقَوله: سجالا: أَي مرّة لنا وَمرَّة لَهُ، وَأَصله من السّجل وَهُوَ الدَّلْو، وَذَلِكَ أَن الرجلَيْن إِذا استقيا نزع هَذَا سجلا وَهَذَا سجلا.
وَقَوله: إِذا خالط بشاشته الْقُلُوب، أصل البشاشة فِي اللِّقَاء، وَهُوَ الْفَرح بِالْمَرْءِ والانبساط إِلَيْهِ والملاطفة فِي الْمَسْأَلَة. يُقَال: بش فلَان بفلان وتبشبش بِهِ، فَشبه الْإِيمَان إِذا ورد على الْقلب ففرح بِهِ وانشرح الصَّدْر لَهُ بذلك.
وَقَوله: عَظِيم الرّوم: أَي الَّذين يعظمونه ويقدمونه بالرئاسة. وَلم يكْتب إِلَى ملك الرّوم لما يَقْتَضِيهِ هَذَا الِاسْم من الْمعَانِي الَّتِي لَا يَسْتَحِقهَا من لَيْسَ بِمُسلم، وَالْإِسْلَام قد عَزله عَن المملكة، فَلم يخله من نوع إكرام.
وَقَوله: " سَلام على من اتبع الْهدى " هَذَا شَيْء لَا يغْضب مِنْهُ أحد؛ لِأَن قَيْصر يظنّ أَنه مِمَّن اتبع الْهدى.
وَقَوله: " أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام " الدعاية من قَوْلك: دَعَا يَدْعُو دعاية، كَمَا يُقَال: شكا يشكو شكاية، المُرَاد دَعْوَة الْإِسْلَام وَهِي الشهادتان.
وَقَوله: " إِثْم الأريسيين "، وَفِي لفظ: " اليريسيين " قد ذكرنَا اللفظتين فِي مُسْند ابْن عَبَّاس. فَأَما قَوْله: " إِثْم الركوسيين " فالركوسية دين بَين النَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ.