قال: وكذا بثقله على أحد القولين للشافعي، وهو الراجح عندهم (?).
وهو قول عندنا اختاره ابن حامد، وأبو محمد الجوزي.
وإن أدرك الصياد الصيد وفيه حياة غير مستقرة، بل متحركًا كحركة المذبوح، لم يحتج إلى ذكاة.
وكذا لو كان فيه حياة مستقرة فوق حركة المذبوح، ولكن لم يتسع الوقت لتذكيته، فإن اتسع لها، لم يبح إلا بها، فإن خشي موته، ولم يجد ما يذكيه به، لم يبح، ولو امتنع الصيد على الصائد من الذبح بأن جعل يعدو منه حتى مات تعبًا (?)، حل.
وفهم من قوله: "فكل ما أمسك عليك"، وفي لفظ: "مما أمسك عليك"، وهو كقوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} [المائدة: 4]، فإن مقتضاها: أن الذي يمسكه من غير إرسال لا يباح، ويتقوى أيضًا بالشواهد من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عند الإمام أحمد: "إذا أرسلت الكلب، فأكله الصيد، فلا تأكل، فإنما أمسك على نفسه، وإذا أرسلته، فقتل، ولم يأكل، فإنما أمسكه على صاحبه" (?)، وأخرجه البزار من وجه آخر عن ابن عباس (?)، وابن أبي شيبة من حديث أبي رافع، نحوه، بمعناه (?)، ولو كان مجرد الإمساك كافيًا، لما احتيج إلى زيادة {عَلَيْكُمْ}.
قال الجمهور: معنى قول: {أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}: صدن لكم، وقد جعل