الأنصار لأصحابه: لقد كنت أحدثكم أن لو استقامتِ الأمور، لقد آثرَ عليكم غيرَكم، فردُّوا عليه ردًا عنيفًا (?).
قال أنس كما في "المسند"، و"الصّحيحين" وغيرها: فحُدِّثَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمقالتهم.
وقال أَبو سعيد: فمشى سعدُ بنُ عبادة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه! إنّ هذا الحيَّ من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم، قال: "فيم؟ "، قال: فيما كان من قَسْمك هذه الغنائم، قال: "فأينَ أنتَ من ذلكَ يا سعدُ؟ "، قال: ما أنا إلا امرؤٌ من قومي، قال: "فاجْمَعْ لي قومَكَ في هذه القضية، فإذا اجتمعوا، فأَعْلِمْني"، فخرج سعدٌ يصرخُ فيهم حتّى جمعهم.
وقال أنس: فأرسل -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أَدَم وهي -بفتح الهمزة المقصورة والدال المهملة فميم-: جلدٌ بلا دبغ، ولم يدع غيرهم، فجاء رجل من المهاجرين، فأذن له فيهم، فدخلوا، وجاء آخرون فردهم، حتّى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له، أتاه، فقال: يا رسول اللَّه! قد اجتمع لك هذا الحيُّ من الأنصار حيثُ أمرتني بأن أجمعهم، فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إليهم، فقال: "هل فيكم أحدٌ من غيركم؟ "، قالوا: لا يا رسول اللَّه، إلا ابن أختنا، قال: "ابنُ أخْتِ القومِ مِنْهم" (?)، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (فخطبَهُمْ)، فحمد اللَّه وأثني عليه. بما هو أهله، (ثمَّ قال: يا معشرَ الأنصار!).