صَالحا على مَا فهموه من آيَة الْمَائِدَة اتّفق عُلَمَاء الصَّحَابَة كعمر وَعلي وَغَيرهمَا إِلَى آخر كَلَامه وَقد تقدم

فَلم يذكر رَحمَه الله من عُلَمَاء الصَّحَابَة إِلَّا عمر وَعلي بن أبي طَالب وَقد كَانَ من الْمَعْلُوم أَن جَمِيع الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ من الْعلمَاء من أَئِمَّة السّلف لَا يخالفونهما فِي ذَلِك وَلم يقل أحد من الْعلمَاء أَن البَاقِينَ لَا يكفرونهم أَو استمروا على الاستحلال لأَنهم سكتوا

وَقد بَينا فِيمَا مضى فَسَاد مَفْهُومه وَأَن الْعلمَاء أَجمعُوا على كفرهم بل على كفر الأتباع الْجُهَّال المقلدين لَهُم وَبينا بطلَان إِلْزَامه وَأَنه لَو لزم فلازم الْمَذْهَب لَيْسَ بِمذهب كَمَا ذكره أهل الْعلم وَبينا أَن هَذَا الْإِلْزَام من وراثة أهل الْكَلَام الْمُحدث فِي الْإِسْلَام وَبينا أَن الْخلاف فِي نوع من أَنْوَاع الْجُهَّال المقلدين لَهُم لَا فِي جَمِيعهم

وَالْمَقْصُود هُنَا بَيَان جهل هَذَا المتنطع وَأَنه زبزب قبل أَن يحصرم وَتكلم قبل أَن يتَعَلَّم وَمن الْعجب أَنه ذكر الْخَوَارِج وَأَنَّهُمْ من أهل الْبدع وَأَنَّهُمْ دانوا بشر الْمذَاهب وَأَنَّهُمْ جَاءُوا بأعظم فِرْيَة فَإِذا قَالَ بعض الإخوان بِكفْر أباضية أهل هَذَا الزَّمَان لأَنهم زادوا فِي الشَّرّ على مَذْهَب أوائلهم وأسلافهم وعَلى مَذْهَب الْخَوَارِج بانتحال مَذْهَب الْمُعْتَزلَة وَأَنَّهُمْ على اعْتِقَاد عباد الْقُبُور فِي الذّبْح لغير الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015