بِلَاد كفر وَحرب وَلَو كَانَ فِيهَا أنَاس مُسلمُونَ مستخفون أَو ظَالِمُونَ لأَنْفُسِهِمْ بِالْإِقَامَةِ فِي دَار الْكفْر غير مظهرين لدينهم كَمَا هُوَ مَعْرُوف مَشْهُور وَقد تقدم عَن شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية قدس الله روحه أَن أحد الْأَقْسَام الْأَرْبَعَة الَّتِي قد اشْتَمَلت عَلَيْهَا الْوُجُود هُوَ الْقسم الرَّابِع وهم الَّذين عَنى الله بقوله {وَلَوْلَا رجال مُؤمنُونَ وَنسَاء مؤمنات لم تعلموهم أَن تطؤوهم} هم من كَانَ كَافِرًا ظَاهرا مُؤمنا بَاطِنا فَهَؤُلَاءِ كَانُوا يكتمون إِيمَانهم فِي قَومهمْ وَلَا يتمكنون من إِظْهَاره فهم فِي الظَّاهِر لَهُم حكم الْكفَّار وعَلى زعم هَذَا الْجَاهِل أَنه إِذا كَانَت مَكَّة المشرفة قد قسمهَا الله ثَلَاثَة أَقسَام فَلَا تكون مَعَ هَذَا التَّقْسِيم بِلَاد كفر وَحرب إِذْ ذَاك وَإِلَّا فَمَا وَجه الِاسْتِدْلَال بِهَذَا التَّقْسِيم حِينَئِذٍ وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فَحكم بلد دبي وَأبي ظَبْي حكم مَكَّة وَلَا شكّ أَن فِيهَا مُسلمين ظالمين لأَنْفُسِهِمْ ومستضعفين عاجزين وكل بلد من بِلَاد الْكفْر فِيهَا نوع من هَؤُلَاءِ يكون حكمهَا كَذَلِك عِنْد هَذَا المتنطع المتمعلم سُبْحَانَ الله مَا أعظم شَأْنه وأعز سُلْطَانه كَيفَ لعب الشَّيْطَان بعقول هَؤُلَاءِ حَتَّى قلبوا الْحَقَائِق عَلَيْهِم نَعُوذ بِاللَّه من الْفِتَن مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن
وَأما تَعْرِيف بِلَاد الْكفْر فقد ذكر الْحَنَابِلَة وَغَيرهم أَن الْبَلدة الَّتِي تجْرِي عَلَيْهَا أَحْكَام الْكفْر وَلَا تظهر فِيهَا أَحْكَام الْإِسْلَام بَلْدَة كفر