وَأما قَوْله وَمَعَ هَذَا الْبَيَان يَا شيخ مُحَمَّد لم يفهموا بل فتنُوا وافتتنوا إِلَى آخر كَلَامه
فَجَوَابه أَن يُقَال لم تحكم التأصيل وَلم تحسن القَوْل فِي التَّفْصِيل فَأَي بَيَان مَعَ عدم الدَّلِيل وَذكر من خَالف الْجُمْهُور من الْعلمَاء وَلَو بِعَدَد قَلِيل بل السُّؤَال متناقض ينْقض بعضه بَعْضًا بل كَانَ على خلاف مَا عَلَيْهِ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَمثل هَذَا لَا يكون بَيَانا شافيا وَلَا جَوَابا مكافيا بل هُوَ كبحر لجي يَغْشَاهُ موج من فَوْقه موج من فَوْقه ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض إِذا أخرج يَده لم يكد يَرَاهَا وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور
ثمَّ يُقَال ثَانِيًا مَا هَذِه الْفِتْنَة الَّتِي افتتنوا بهَا وفتنوا النَّاس بهَا أَهِي تَكْفِير أَعدَاء الله وَرَسُوله الْجَهْمِية الزَّنَادِقَة الضلال وأباضية أهل هَذَا الزَّمَان
فَإِن كَانَ أَرَادَ هَؤُلَاءِ وَأَنَّهُمْ افتتنوا بتكفيرهم وفتنوا النَّاس بذلك فثكلته أمه من متمعلم جَاهِل مَا أعظم جرأته وجنايته وَمَا أقل