وبرسله وَاتَّخذُوا من دونه الْآلهَة والأرباب وَهَذَا بَين بِحَمْد الله انْتهى

وَأما من اخْتلف الْعلمَاء فِيهِ فَنحْن لَا نرى تَكْفِير من شكّ فِي كفره مِنْهُم بل هُوَ عندنَا مُخطئ غير مُصِيب وَأما من كفر بعض صلحاء الْأمة متأولا مخطئا وَهُوَ مِمَّن يسوغ لَهُ التَّأْوِيل فَهَذَا وَأَمْثَاله مِمَّن رفع عَنهُ الْحَرج والتأثيم لاجتهاده وبذل وَسعه كَمَا فِي قصَّة حَاطِب بن أبي بلتعة فَإِن عمر رَضِي الله عَنهُ وَصفه بالنفاق وَاسْتَأْذَنَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَتله فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَمَا يدْريك أَن الله اطلع على أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم) وَمَعَ ذَلِك فَلم يعنف عمر على قَوْله لحاطب أَنه قد نَافق وَقد قَالَ الله تَعَالَى {رَبنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِن نَسِينَا أَو أَخْطَأنَا} وَقد ثَبت أَن الرب تبَارك وَتَعَالَى قَالَ بعد نزُول هَذِه الْآيَة وَقِرَاءَة الْمُؤمنِينَ لَهَا قد فعلت انْتهى من كَلَام شَيخنَا رَحمَه الله تَعَالَى

ثمَّ إِنَّا لم نر فِي كَلَام أحد مِمَّن تشنع عَلَيْهِم بِهَذَا القَوْل شَيْئا مِمَّا تذكر إِلَّا تَكْفِير من شكّ فِي كفر الْجَهْمِية وَعباد الْقُبُور وَلَا خلاف فِي ذَلِك وَأما من عداهم من أهل الْأَهْوَاء والبدع فللعلماء فيهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015