هَذَا كُله لم يفهموا لكَوْنهم من الْعَوام وَلَهُم مَقَاصِد سوء لَا يُمكن بَيَانهَا فِي هَذَا السُّؤَال انْتهى الْمَقْصُود مِنْهُ
وَقد أَخْبرنِي الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف أَنه أَجَابَهُ بِجَوَاب مُجمل وَذكر لَهُ أَن هَذَا خلاف مَا عَلَيْهِ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَأَنه لم يقل أحد من الْعلمَاء بِهَذَا القَوْل فَلم ير عودا إِلَى جَوَابه بل كَابر وعاند وأصر على باطله وَهَذَا السُّؤَال سُؤال جَاهِل مركب لَا يدْرِي وَلَا يدْرِي أَنه لَا يدْرِي
أما أَولا فَلِأَنَّهُ كذب على الْعلمَاء وافترى عَلَيْهِم مَا لم يقولوه وَإِنَّمَا ظن بمفهومه الْفَاسِد أَنه لما ذكر بعض الْعلمَاء أَن الْجُمْهُور كفرُوا الْجَهْمِية أَو أَنه كفرهم كثير من الْعلمَاء وَأَن البَاقِينَ لَا يكفرونهم وَهَذَا لَيْسَ بِلَازِم وَلَا شَرط فِي عدم تَكْفِير البَاقِينَ لَهُم كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه
وَأما ثَانِيًا فَإِنَّهُ جهل وتناقض فِي كَلَامه وَمَا هَكَذَا طَريقَة أهل الْعلم وَالتَّحْقِيق
أما جَهله دَعْوَاهُ أَن الْعلمَاء اخْتلفُوا فِي تَكْفِير الْجَهْمِية وَلم يذكر إِمَامًا وَاحِدًا من أَئِمَّة الْمُسلمين خَالف فِي ذَلِك