لَهُم وَإِنَّمَا ذكر ابْن الْقيم رَحمَه الله الْقَوْلَيْنِ للْعُلَمَاء فِي الْجُهَّال المقلدين الَّذين أَحْسنُوا الظَّن بِمن قلدوه وأعرضوا عَن قبُول الْحق تقليدا لأشياخهم الَّذين تمكنوا من الْعلم والمعرفة وَقد فصل النزاع وَبَين أَنْوَاع هَؤُلَاءِ بقوله
نعم لابد فِي هَذَا الْمقَام من تَفْصِيل بِهِ يَزُول الْإِشْكَال وَهُوَ الْفرق بَين مقلد تمكن من الْعلم وَمَعْرِفَة الْحق فَأَعْرض عَنهُ ومقلد لم يتَمَكَّن من ذَلِك والقسمان واقعان فِي الْوُجُود فالمتمكن المعرض تَارِك للْوَاجِب لَا عذر لَهُ عِنْد الله وَأما الْعَاجِز عَن السُّؤَال وَالْعلم الَّذِي لَا يتَمَكَّن من الْعلم بِوَجْه فهم قِسْمَانِ
أَحدهمَا مُرِيد للهدى مُؤثر لَهُ محب لَهُ غير قَادر عَلَيْهِ وَلَا على طلبه لعدم من يرشده هَذَا حكمه حكم أَرْبَاب الفترات وَمن لم تبلغه الدعْوَة
قلت وعَلى هَذَا فجهمية دبي وَأبي ظَبْي الَّذين وَقع الْخلاف فيهم خارجون عَن هَذَا الْقسم وَلَا يَقُول مُسلم أَنهم غير متمكنين من الْعلم وَمَعْرِفَة الْحق وَلَا هم كَذَلِك عاجزون عَن السُّؤَال وَالْعلم الَّذِي يتمكنون بِهِ من الْعلم وَطلب الْهدى بل هم قادرون على طلبه والمرشدون لهَذَا الدّين والداعون إِلَيْهِ موجودون غير معدومين وهم