ذل، وغنى قوم افتقر) ، أين كنت يا مسكين، وأنا في الجنان أطوف بين الظلال والقطوف، أدور دورها، وأزور حورها، وأسكن قصورها، شرابي التسبيح، وطعامي التقديس، حتى ساق لي القدر إبليس، فألبسني ملابس التلبيس، حتى عوضنى بالخسيس عن النفيس، ولقد كنت لمراده كاره، لكن القضاء والقدر يوقع في المكاره، وينفر الطير عن أوكاره، ولقد كان إبليس يرفل في حلل حبه، وخلع قربه، فما تركه شؤم رأيه، حتى تاه على آدم بعجبه، فأوقعنى في الخطية، وما أطلعنى على ماله في الطوية، غير أني كنت له دلاله، وكانت الحية في دخوله الجنة محتاله، فأخرجت معهم من دار العز إلى دار الهوان والإذلال، وقيل: هذا أجره الدلال، وهذا جرآء من عاشر الأنذال، ثم أبقيت على زينة ريشي، أتذكر به ما كان من صفو عيشى، فيزيدنى ذلك تحرقا وتشوقا، ثم جعلت على علامة السخط في ساقي، أنظرها بإحداقى، وينادى على