فناداه الينوفر، وحظه من السقم أوفى وأوفر، وقال: أما تعتبر أيها الحزينُ باصفراري، وأين من القضاء والقدر فراري، أنا الذي قد رضيت بعارى، ولست من العشق بِعَارى، الرياضُ قراري، والغياضُ داري، فإن كنتَ عاشقاً داري، فأهل الدارِ داري. هآ أنا أعشق صفآء المآء، فلا أفارقهُ في الصباحِ والمسآءِ، ومن العجب أنى به ولهان، وعليه لهفان، وإليه ظمآن، وأنا معه حيثما كان، فهل سمعتم بمثل هذا الشان، واقفٌ في الماء عطشان، أفتح عيني بالنهار، فيغار عليّ من نظر الأغيار، فإذا جنّ ليلي أنزلني عن رتبتي وحطني، وأخذني إليه وغطني، فأغوص في فكري، وأعود إلى خلوة ذكري، فتسغرق عيني في مشاهدة قرة عيني، فلا يعرف الجهول أينى، ولا يفرق العذول بين من أحبه وبيني، فحيث