قال أبو الأسود:

ألم تر أني والتكرمُ عادتي ... وما المرء إلا لازمٌ ما تعودا

أُطَهِّر أثوابي عن الغدر والخنا ... وأنحو الذي قد كان أولى وأعودا

وقال شريك بن بشر الباهلي:

لقد رُزِئت بنو سهم بن عمرو ... بلا نكس ولا دنس الثياب

بأبيض يملأ الشِّيزى إذا ما ... رأيت الضر في وجه الكعاب

وقال آخر:

فلا بعدي يغيّر حال ودي ... عن العهد القديم ولا اقترابي

ولا عند الرخاء بطرت يوماً ... ولا في فاقة دنست ثيابي

ثم قال: "وأمثال هذا كثيرة، ولولا سبق الضمان بالاختصار لسالت على كل حديث شعاب من الشعر والمعاني" (?) .

سبق في ترجمة بيان الحق أنه كان حنفي المذهب، ولكنه تجنب ذكر مذاهب الفقهاء في هذا الكتاب. فلما فسر حديث المصراة قال في آخر كلامه: "وهذا تفسير غريب هذا الحديث، وأما تأويله على مذهبنا فقد استقصيناه في كتبنا الفقهية" (?) . وقد رأيته في بعض المواضع -من القسم الذي بين يدي من نص الكتاب- ذكر مذهب الأحناف. ومنها أنه نقل من غريب القتبي تفسير الحديث: "من قتل فعميا فهو خطأ" أن يترامى القوم فيوجد بينهم قتيل لا يدرى من قتله، ويعمى أمره. ثم قال: "وديته عند أبي حنيفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015