(شوقا إِلَى جدث أَقَامَ بقفرة ... من كَانَ معتليا على ألأقوام)
(يَا قبر طَلْحَة فِيك مثوى سيد ... لمسودين مهذبين كرام)
(من معشر تروى السيوف أكفهم ... لَا يحسرون سواعدا للطامي)
قَالَ: وَكَانَ عبد اللَّهِ بن طَاهِر يسير بَين يَدي الْمَأْمُون بالحربة على أصفر فَمر أَبُو عِيسَى عَن الموكب حَتَّى ساير عبد اللَّهِ بن طَاهِر فَقَالَ لَهُ: كَانَ لي برذون أصفر كَأَنَّهُ برذونك هَذَا. قَالَ إِذا يكون أصفرى هُوَ المصدوم.
قَالَ أَحْمد بن أبي طَاهِر: ذكر لنا عَن عبد اللَّهِ بن طَاهِر قَالَ: سَمِعت الْمَأْمُون يَقُول: الْهَوَاء جسم، وَكَانَ يُخَالف من يَقُول أَنه غير جسم. قَالَ عبد اللَّهِ: وأرانا الْمَأْمُون دَلِيله على ذَلِك فَدَعَا بكوز زجاج لَهُ بلبلة فَوضع أُصْبُعه على البلبلة وملأ الْكوز مَاء فَامْتَلَأَ إِلَى أَعْلَاهُ وَلم يدْخل البلبة مِنْهُ شَيْء فَلَمَّا رفع أُصْبُعه من البلبة صَار المَاء فِيهَا حَتَّى فار فَخرج فَدلَّ على أَن الَّذِي كَانَ فِي البلبة هَوَاء مَحْصُور، وَأَن المحصور جسم.
حَدثنِي سُلَيْمَان بن يحيى بن معَاذ، عَن عبد اللَّهِ بن طَاهِر، عَن الْمَأْمُون قَالَ: تَفْسِير حَدِيث: " إِذا لم تستح فافعل مَا شِئْت " إِنَّمَا مَعْنَاهُ: إِذا كنت تفعل مَا لَا يستحي مِنْهُ فافعل مَا شِئْت. قَالَ: وحَدثني سُلَيْمَان بن يحيى بن معَاذ، عَن عبد اللَّهِ بن طَاهِر عَن الْمَأْمُون قَالَ: أرسل الْوَلِيد بن يزِيد إِلَى شراعة بن زيد فَدخل عَلَيْهِ فِي قلنسوة طَوِيلَة وطيلسان فَقَالَ الْوَلِيد لحاجبه: أهوَ هُوَ؟ ؟ فَقَالَ: نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. قَالَ: إِنَّا لم نبعث إِلَيْك نسئلك عَن الْكتاب وَالسّنة قَالَ: لَو سَأَلَني أَمِير الْمُؤمنِينَ عَنْهُمَا لوجدني بهما جَاهِلا فسر الْوَلِيد بذلك فَقَالَ لَهُ: أَجْلِس فأسئلك عَن الشَّرَاب. فَقَالَ