عرضت لَهُ العِلَّة فِي ذي الحجَّة سنة سبع وأربعين، وتوفّي فِي المحرَّم سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، فكانت وِلايته إلى وفاته ثمان سنين وأربعة وعشرين يومًا.
فلمَّا توفّي الخَصِيبيّ، نظر ابنه أَبُو عبد الله فِي الحُكم بعد موت أبيه بأمر كافوا خليفةً لابن أُمّ شَيْبان، فلبِس السواد، وركِب إلى الجامع، ونظر بين الخصوم شهرًا واحدًا وأربعة أيَّام، وعرضت لَهُ العِلَّة، فتُوفّي فِي ربيع الأوَّل سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وعاش بعد أبيه خمسة وأربعين يومًا.
ثمَّ جُعل الأمر إلى أَبِي الطاهر محمد بْن أحمد باتفاقٍ من أهل البلَد، ورضي منهم بِهِ، فأَثنَوا عَلَيْهِ عند كافور، فسلَّم الأمر إِلَيْهِ للنصف من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، فلم يزَلْ ينظر فِي الحُكم إلى أن صرف يوم الجمعة لليلتين خلتا من صفر سنة ستّ وستّين وثلاثمائة، فلم يزَلْ فِي داره مصروفًا عَن الحكم على أن توفّي فِي ذي الحجَّة سنة سبع وستّين وثلاثمائة، وصُلّي عَلَيْهِ فِي الجامع، ورُدّ إلى داره. . . . . .، فدُفن فيها، ثمَّ أُخرج، فدُفن فِي الصحراء نحو الجبَل.
سمِعته، يَقُولُ: وُلدت سنة تسع وسبعين ومائتين.