بغير إحرام، لا ما ذكرت أنت من إراقة الدم. يوضح هذا أنه يباح دم من قتل في الحرم لكل أحد. فلم تكن الخصيصة إلا ما ذكرنا.
قال الحنبلي المستدل: ما ذكرته لا يجعل له ميزة. لأن الإمام اليوم يباح له دخولها بالمعفر إذا خاف من فيها من الأعداء، ولو ظفر المشركون بها، والعياذ بالله، لحين دخولها على كل وجه. فلا تبقى ميزة يمتاز بها الحرم إلا منع القتل الواجب في غيره من الحدود والقصاص. ويمتاز بها النبي صلع على غيره تلك الساعة، ينقطع بها عمن قبله وعمن بعده.
-والله أعلم.
681 - سأل سائل حنبليًا، فقال: يأتي في التوراة مثل ما أتى في أحاديثكم من ظواهر توهم التجوير في أفعال الله وأحكامه والتشبيه في أوصافه. وهو أكثر من أن يتعدد. لكن مثاله وأنموذجه يكفي. وليس مما يتهم فيه متدين بدين آية مختلفة؛ لأن ظاهره ينفر عن الدين الذي ورد فيه. فمثاله من التجوير في الأفعال قوله في التوراة: أنا التنين الذي يخرج من مناخري النيران. أخذ الأبناء بذنوب الآباء، وهو إلى سبع بطون. وقوله: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. وهذا تصريح بما ظاهره التجوير. وأما التشبيعه فمثل قوله: جاء الله من القديس، وأشرق من جبال ساعير، واستعلن من جبال فاران. ومثل قوله في إسرائيل: صارعني عند الصخرة