واجتمع جماعة من الجند، قتشاكوا ضيق الصدر؛ فقال بعضهم: نحن على شفاء عطب إن لم يتداركنا الله بفتنة. وهذه الحكاية مناسبة لتمني الوباء من الحفارين.
648 - لأبي العلاء المعري الأبيات المطبوعة التي تغنى بها، ويعجبني معناها، وطال ما تواجد عليها شيوخ الصوفية؛ وهي قوله:
منك الصدود ومني بالصدود رضى ... من ذا علي بهذا في هواك قضى
بي منك ما لو غدا بالشمس ما طلعت ... من الكآبة أو بالبرق ما ومضا
إذا الفتى ذم عيشًا في شبيبته ... فما يقول إذا عصر الشباب مضى
وقد تعوضت من كلٍ بمشبهه ... فما وجدت لأيام الصبا عوضا
وقد غرضت من الدنيا فهل زمني ... معطٍ [حياتي] لغرٍ بعد ما غرضا
جربت دهري وأهليه فما تركت ... لي التجارب في ود أمري غرضا
وليلةٍ سرت فيها وابن مزنتها ... كميتٍ عاد حيا بعدما قبضا
كإنما هي إذ لاحت كواكبها ... خود من الزنج تجلى وشحت خضضا
كأنما النسر قد قدت قوادمه ... فالضعف يكسر منه كلما نهضا