منهم الامتنان بأن يقولوا له حين اتبعوه: نحن الذين هجرنا عبادة الأصنام، واطرحنا آلهتنا المشكلة في الأحجار، التي لا تسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع، واتبعناك في عبادة الله وحده الذي يجيب المضطر إذا دعاه، الذي يؤاخذ الظالم، وينتصف للمظلوم، ويكشف السوء. فيجب أن تتقلد لنا المنة في اتباعك)). هل عاقل يوازن بين المنتين، ويشتبه عليه حكم القولين؟
فإذا جئنا إلى الأواخر، حسن أن يفتخر أحمد بن حنبل رضه بأن يقول: ((أنا الذي بليت بزمان باتباع الأئمة الخلفاء، كالمعتصم والواثق، يحملوني على القول بخلق القرآن، ونفي رؤية الرحمان، ويضربوني بالسياط، وأنا أقول هلم (كيف أقول ما لم يقل؟ ) - يعني ما يقوله السلف- حتى إن جعفر الصادق يقول فيه (ليس بمخلوق ولا خالق))). فبمثل هذا يحسن الافتخار والامتنان. فهل بان فضل الأواخر وغاية ما احتج به عبدة الأصنام قولهم {أن نترك ما يعبد آباؤنا}؟ أجابهم الله تع فقال: {أو لو كان آباؤكم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون}. فانقطع لسان التقليد للأسلاف.
609 - سأل سائل عن قصة شعيب ولوط كيف اقتصرا على الإنذار على فرعين وهما النهي عن الزنا واللواط، وتركا ذكر الكفر. وجعل الله الوعيد