فقد غفرت لكم، وقوله: تجاوزوا عن ذنب السخي، فإن الله آخذ بيده كلما عثر. وروي في بعض الأخبار أن الله سح أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: قل لأمتك تجنبوا ذنوب الملوك، فإن للملوك أعمالًا لا يقدر عليها غيرهم. يعني - والله أعلم - أن طاعاتهم كثيرة، كالمصالح الكلية؛ فتغطي إساءاتهم الجزئية.

472 - فصل في قطع الأيدي باليد

قال حنفي: التفاوت في الصفات دون التفاوت في المقدار. ثم تفاوت الصفات يمنع جري القصاص. فلا تقطع يد كاملة الأصابع بناقصة أصبع واحدة. وكذلك لا تقطع صحيحة بشلاء. فأولى أن يكون تفاوت ما بين يد واحدة وأيدٍ يمنع القصاص.

قال له حنبلي: الأصابع والشلل فقد جزء، لا وصف. لأنه آية الوصف آية لا تنقص الذات بعدمه؛ كسواد الدراهم وبياضها، وعلم الإنسان فإن العشرة إذا تقمص تشعثت الجملة. ولا يقال بأنها تامة؛ حتى إنه يتشعث الاسم، فيقال ليست عشرة. ولوزال البياض لم ينقص، ولم يختل اسم الجملة. وكذلك كل ذات لا تختل حقيقتها واسمها بفوات صفة؛ وتختل بفوات جزء منها. وكذلك الشلاء فقد منها أحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015