278 - فصل
قال الله سح وتع: {واجعلوا بيوتكم قبلةً}، قبلة جهة للطاعات ومستقبلاً لله سح في العبادات. ومن كان مأمورًا أن يجعل بيته قبلة، وهو موضع الغفلة ومناخ البطالة، أولى أن يعقل عن الله أن يجعل مواطن العبادات محترمة عن تبديلها بأمور الدنيا. وأرى أهل زماننا جعلوا مساجدهم متاجر وأشواقًا، وجعلوا بيوتهم قبورًا.
قال أصولي ينصر مذهب من بقاه على كونه أمرًا: معلوم أن صيغة الأمر تقتضي الثواب على الفعل والعقوبة على الترك. فإذا زال بالقرينة استحقاق الذم والعقاب بالترك، بقي كونه يقتضي الإثابة. فبقي على بعض ما اقتضاه. وذلك لا يمنع كونه حقيقة فيما بقي. كالعموم يقتضي، في قوله {اقتلوا المشركين}، مثلاً ما، قتل الكتابيين والوثنيين. فإذا جاء التخصيص فأخرج بعض ما دخل تحته واقتضاه، وهم أهل الكتاب، بقي متناولاً لبعض ما اقتضاه ودخل تحته، وهم الوثنيون، بقي حقيقة في الباقي غير مجاز فيه.