وتجذُّ الخيلُ، لا السُّيوفُ، ومثلُ تأويل أبي عبيدةَ هذا، قولهُ عزَّ وجلَّ: (فالمورياتِ قدحاً)، في صفة خيل.
قال: والصُّفَّاح، والصُّلاّعُ: الصَّفا الذي لا ينبت، وقال: ليس المذكورُ في البيت بالصَّخر، ولكنْ صفَّاحُ البيضِ، والسَّاعدُ من الحديد، ففاعلُ توقدُ، أو يوقدنَ الخيلُ، والخيلُ: اسم الرجال على الأفراس، والتقدير: وتوقد الخيلُ بضرب الصُّفّاح، نار الحباحب، فحذف المصدرَ، واقام المضاف إليه مقامه، وتأويلُ المصدر، الإضافةُ إلى المفعول به، كقوله سبحانه وبحمده: (منْ دعاءِ الخيرِ)، والمعنى: من دعاء الإنسانِ الخيرَ، فكذلك: وتوقدُ الخيلُ بضرب السُّيوفِ، الصُّفّاحَ نار الحباحبِ.
وفي قول الأصمعيّ، فاعلُ توقد السُّيوفُ، لا الخيل، كأنَّ السُّيوفَ تقطعُ الدُّروعَ، وكلَّ شيءٍ، حتى تصلَ إلى الحجارة، فتقدحَ، وتورى. قال: والصُّفَّاحُ: حجارةٌ عراضٌ.
فالباء في قوله: ويوقدنَ بالصُّفّاح على قول الأصمعيّ، يحتمل ضربين، أحدهما: أن يكون مثل: توقد في البيت النارَ، لأنَّ الصُّفّاح مكانٌ كالبيت.