ومستنبحٍ بعدَ الهدوءِ دعوته ... وقد حانَ من ساري الشتاءِ طروقُ

يكابدُ عرنيناً من الليل بارداً ... تلفُّ رياحٌ ثوبه وبورقُ

قال أبو عبيدة، فيما روى أبو عبد الله: الشَّمالُ تلفُّ ثوبه، والبروق لا تفعلُ ذلك. قال: وليس هذا بغلطٍ، إذا كان الشيءُ من سبب الأول، وصفوه، وأضافوه إليه، في التشبيه، قال: وقال الأصمعيُّ: هذا كقول الرَّاعي:

فلمَّا دعتْ شيباً بجنبي عنيزةٍ ... مشافرها في ماءِ مزنٍ وباقلِ

قال: وإنما يكون لمشافرها في الماءِ صوتٌ، ولا يكونُ في النَّبت.

قال: وهذا في العطف جائزٌ.

ومثل ذلك، ما أنشده أبو عبيدة، من غير رواية أبي عبد الله:

فعلا فروعَ الأيهقانِ وأطفلتْ ... بالجهلتين ظباؤها ونعامها

ولا يكون: أطفلت النَّعامةُ، وجاز ذلك في العطف، كأشياءَ تجوزُ في العطف،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015