كإغماضِّ المقضِّي - وهو الميِّتُ - عينه، فحذف المفعولَ به، وهذا في المعنى كقوله:

ترى قورها يغرقنَ في الآلِ مرَّةً ... وآونةً يخرجنَ من غامرٍ ضحلِ

فأغمضتْ، كقوله: يغرقنَ، ويدلُّك على أنَّ قوله: يغرقنَ يريدُ به أنه لا يظهرُ للعين، قوله:

وآونةً يخرجنَ من غامرٍ ضحلِ

وقال ابنُ الرِّقاع:

وإذا بدا علمٌ لهنَّ كأنَّه ... في الآلِ حينَ بدا ذؤابةُ عائمِ

أي قد غطَّى الآلُ الجبلَ، فإنّما يظهرُ رأسه، كما يبدو رأسُ السَّابح. وقال أيضاً:

إذا علوا ظهرَ حزباءٍ تحاملهمْ ... آلُ الضُّحى وإذا ما أسهلوا غرقوا

تحاملهمْ: تحمَّلهم. وروى محمدُ بن السَّريِّ، أنَّ الآل بالضُّحى: الذي يرفعُ الشُّخوصَ، والسَّرابُ: نصفُ النَّهار، ويدلُّ على ذلك قوله:

ورفَّع الآلُ رأسَ الكلبِ فارتفعا

وقوله:

إذا تنازعَ جالاَ مجهلٍ قذفٍ

فإنَّ منازعةَ جاليِ المجهلِ وجانبيه لأطرافِ المطَّردِ، إنَّما هو حدوثه فيه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015