جاء الصِّلةُ غيرَ الخبر، والصِّلةُ لا تكونُ إلاَّ خبراً، كما أنَّ الصِّفة كذلك.
فإن قلت: فقد جاء من الموصولةِ ما وصلَ بغير الخبر، نحو ما قالوه، من قولهم:
كتبتُ إليه أنْ قمْ، وبأنْ قمْ.
فإنَّ ذلك، وإن جاء في أنْ لا يستقيم في الذي، ونحوه من الأسماء، لأنَّ الذّي يقتضي الإيضاح بصلته، وليست أن كذلك، ألا ترى أنها حرفٌ، وأنَّه لا يرجعُ إليها ذكرٌ من الصِّلة. وهذا وإن جاء في هذا البيت، فإنَّ النحويِّين يجعلون لعلَّ كليتَ، في أنَّ الفاءَ لا تدخلُ على خبرها، فلا يجيزون: لعلَّ الذي في الدارِ فمنطلقٌ، كما لا يجيزون ذلك في ليت.
فإن قلت: أحملُ لعلَّ على المعنى، لأنه طمعٌ، فكأنه قال: أطمعُ في زيارتها.
قيل لك: فصلهُ أيضاً بليت، وقل: المعنى: الذي أتمنَّى، وصله بالاستفهام، والنِّداء، وجميعِ ما لم يكن خبراً، وقل: المعنى: الذي أنادي، والذي أستفهم. فهذا لا يستقيم.
فإن قلت: أراد بأزورها التقديمَ، فكأنه قال: التي أزورها.