لأن أقوالاً بغير تثنية، قد وقع عليه أقوالان، ألا ترى أنه قد يجوز أن يعنى بأقوال ثلاثة وأربعة وخمسة، وقد يجوز أن يقع على عشرة، فلما جاز أن يقع نفس البناء بلا تثنية، على ما تقع عليه التثنية، رفض ذلك، واستغنى عنه بإغناء المثال عن التثنية.

وليس باب لقاحان، وجمالان، ورماحي دارم كذلك؛ لأن الجمع لا يغني عن التثنية، كما أن تمران، وعلمان ونحو ذلك، من أسماء الأجناس التي تختلف، لم يستغن فيه عن التثنية، فاستعملت فيها على حد ما استعملت في جمالين.

ولو جمعت نحو أفعال، بالألف والتاء، لم يستقم، وذلك أن أفعالاً للعدد القليل، والألف والتاء أيضاً له، فلا يستقيم أن يجتمع في الكلمة شيئان لمعنى.

فهذا عندي قياس قول سيبويه في أبينون ألا ترى أنه جعل أبنا، مثل أعمى، ولم يذهب فيه إلى أنه أفعل، كما ذهب إلى ذلك من ذهب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015