قِتَالٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِينَا: وَلَهُ أَسْلَمَ من في السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً 3: 83 [1] ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ حَمَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ صَدَقَاتِ أَمْوَالِنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَحْمِلَهَا إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَقَمْتَ عِنْدَنَا أَطَعْنَاكَ، وَإِنْ ظَعَنْتَ عَنَّا خَفَرْنَاكَ) .
قَالَ: ثُمَّ وَثَبَ إِلَيْهِ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ [2] ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَيْخُ عَبْدِ الْقَيْسِ وَأَسَنُّهَا فَقَالَ: (يَا أَبَانُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ كَثَّرَ بِالإِسْلامِ عَدَدَنَا، وَشَدَّ بِهِ قُلُوبَنَا وَأَلْسِنَتَنَا، فَلَسْنَا نَخَافُ أَعْدَاءَنَا مِنَ النَّاسِ، وَقَدْ أَبَيْتَ الْمُقَامَ بِأَرْضِنَا، فَإِنْ كَانَ أَوْحَشَكَ مِنَّا شَيْءٌ أَمَنَّاكَ مِنْهُ، وَإِنْ خَشِيتَ أَنْ تَعْجِزَ عَنْ وُلايَتِنَا أَعَنَّاكَ بِأَنْفُسِنَا، وَإِذَا أَرَدْتَ خَيْرًا مِمَّا أَنْتَ فِيهِ بَذَلْنَا لَكَ أَمْوَالَنَا) .
ثُمَّ وَثَبَ إِلَيْهِ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ الْعَبْدِيُّ [3] ، وَهُوَ الَّذِي سَوَّدَهُ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على