عَلَيْكُمْ بِالصُّلْحِ، قَالَ: ثُمَّ عَبَرَ إِلَيْهِ يَصْفُرُ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْفُرْسِ، فَصَالَحُوا جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ: وَهَرَبَ صَاحِبُ بَانْقِيَا [1] وَهُوَ دَاذَوَيْهِ بْنُ الْفَرّخَانِ حَتَّى صَارَ إِلَى يَزْدَجِرْدَ، فَاغْتَمَّ يَزْدَجِرْدُ بِذَلِكَ غَمًّا شَدِيدًا، فَأَنْشَأَ قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ الأَزْدِيُّ [2] يَقُولُ:
(مِنَ الطَّوِيلِ)
1- سَمَوْنَا إِلَى الأَعْدَاءِ مِنْ فارس التي ... على عزّها [يوما و] [3] في الزَّمَنِ الْخَالِي
2- عَلَيْنَا مِنَ اوْلادِ الْمُغِيرَةِ [4] بَاذِخٌ ... وَسَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ فِي الْمَحْتَدِ الْعَالِي
3- لَهُ غُرَّةٌ تَسْمُو إِلَى كُلِّ صَالِحٍ ... وَمَعْشَرُ حَرْبٍ عِنْدَ هَيْجٍ وَتَنْزَالِ
4- وَفِينَا جَرِيرٌ [5] ذُو حِفَاظٍ وَسُؤْدَدٍ ... وَخَيْرِ يَمَانٍ بَادِيًا فِي مِصَالِ [6]
5- نَمَاهُ سَلِيلٌ مِنْ ذُرَى قَسْرَ [7] مُسْعِدًا ... فَغُصَّ بِقَوْلٍ لَيْسَ بِالْهَزْلِ الْغَالِي
6- بِقَوْمٍ أُولِي [8] دِينٍ وَرَأْيٍ وَنِيَّةٍ ... وَفَضْلٍ وَإِقْدَامٍ وَلَيْسُوا بِأَنْكَالِ
قَالَ: ثُمَّ سَارَ خَالِدٌ نَفْسُهُ فِي أَصْحَابِهِ حَتَّى نَزَلَ على عين التمر [9] ،