دَعْوَتَنَا، وَجَمَعَ أُلْفَتَنَا وَكَلِمَتَنَا، وَأَمَّنَ أَمْنَنَا، وَالْحَمْدُ للَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَلا وَإِنِّي خَارِجٌ مِنَ الْيَمَامَةِ، وَسَائِرٌ غَدًا نَحْوَ الْعِرَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، مَنْ أَرَادَ الْغَنِيمَةَ فِي الْعَاجِلَةِ، وَالْمَغْفِرَةَ فِي الآجِلَةِ، فَلْيَعْزِمْ لِلْمَسِيرِ، فَإِنِّي رَاحِلٌ) .
فَقَالَ النَّاسُ: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.
قَالَ: ثُمَّ انْكَمَشَ [1] خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَخَرَجَ مِنَ الْيَمَامَةِ يُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَسَارَ بَيْنَ يَدَيْهِ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ يَقُولُ [2] :
(مِنَ الْكَامِلِ)
1- مَنْ مُبْلِغٌ قَيْسًا وَخِنْدِفَ [3] أَنَّنَا ... عَزَمَ الإِلَهُ لَنَا وَدِينِ مُحَمَّدِ
2- كُلُّ امْرِئٍ جَلْدِ النَّحِيزَةِ [4] مَاجِدٍ ... لا يَطْمَئِنُّ فُؤَادُهُ فِي الْمَرْقَدِ
3- ضَخْمِ الدَّسِيعَةِ [5] شَدْقَمِيٍّ حَازِمٍ ... لا يَسْتَطِيرُ سَوَادُهُ فِي الْمَشْهَدِ
4- قَادَ الْجِيَادَ مِنَ الْيَمَامَةِ قَاصِدًا ... سَلِسٌ قَلائِدُهَا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
5- تَهْوِي إِذَا طَلَعَ النُّجُومُ صُدُورُهَا ... ببنات نعش أو تصير الْفَرْقَدِ
6- يَخْبِطْنَ [6] بِالأَيْدِي حَيَاضِيَ عَيْلَمٍ [7] ... وِرْدًا لَعَمْرُ أَبِيكَ غَيْرَ مُصَرَّدِ
7- حَتَّى رَأَى أَهْلُ الْيَمَامَةِ فِعْلَهُ ... يَوْمَ الْهَيَاجِ أَشَمَّ غَيْرَ مُعَرَّدِ [8]
8- فَأَجَادَ قَلْبٌ جَامِعٌ وَعَزِيمَةٌ ... لَيْسَتْ بِمِثْلِ عَزِيمَةِ الْمُتَلَدِّدِ [9]