أَنَّ] [1] مَا كَانَ مِنْ رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ مَا كَانَ مِنْ رَأْيٍ، وَقَدْ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَدْ أَفْضَى الأَمْرُ إِلَيَّ، فَانْطَلِقُوا إِلَى أَيِّ بَلَدٍ شِئْتُمْ، فَأَنْتُمْ أَحْرَارٌ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى، فَلا فِدْيَةَ عَلَيْكُمْ) .
قَالَ: فَمَضَى الْقَوْمُ عَلَى وُجُوهِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ صَارَ إِلَى بِلادِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ صَارَ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعْدَ عِمَارَتِهَا فَنَزَلَهَا، وَكَانَ أَبُو صُفْرَةَ أَبُو الْمُهَلَّبِ مِمَّنْ نَزَلَ الْبَصْرَةَ بَعْدَ عِمَارَتِهَا، فِيهَا خُطَطُ الْمَهَالِبَةِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا.
قَالَ: وَسَارَ عِكْرِمَةُ/ يُرِيدُ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الأَشْعَثَ بْنَ قيس، [38 أ] فَانْحَازَ إِلَى حِصْنٍ مِنْ حُصُونِ حَضْرَمَوْتَ [2] يُقَالُ لَهُ النُّجَيْرُ [3] ، فَرَمَّهُ وَأَصْلَحَهُ، ثُمَّ جَمَعَ نِسَاءَ قَوْمِهِ وَذُرِّيَّتَهُ، فَأَدْخَلَهُمْ ذَلِكَ الْحِصْنَ.
قَالَ: وَنَادَى زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ فِي أَصْحَابِهِ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اعْلَمُوا أَنَّكُمْ تُقَاتِلُونَ أَهْلَ رِدَّةٍ وَكُفْرٍ، فَأَظْهِرُوا أَسْلِحَتَكُمْ، وَاشْحَذُوا سُيُوفَكُمْ، فَإِنِّي نَاهِضٌ إِلَيْهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَهَذَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ قَدْ جَاءَكُمْ مَدَدًا لَكُمْ في عسكر لجب [4] ، فابشروا بالنصر والظفر.