أَهْلَهَا فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى مَأْرِبَ [1] فَنَزَلَهَا، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ دُبَا [2] فَغَضِبُوا عَلَى مَسِيرِ عِكْرِمَةَ إِلَى مُحَارَبَةِ كِنْدَةَ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ: تَعَالَوْا حَتَّى نَشْغَلَ عِكْرِمَةَ عَنْ مُحَارَبَةِ بَنِي عَمِّنَا مِنْ بَنِي كِنْدَةَ وَقَبَائِلِ الْيَمَنِ، فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ وَوَثَبُوا عَلَى [حُذَيْفَةَ بْنِ عَمْرٍو] عَامِلٍ لَهُمْ مِنْ جِهَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَطَرَدُوهُ [3] عَنْ بَلَدِهِمْ، فَمَرَّ هَارِبًا حَتَّى صَارَ إِلَى عِكْرِمَةَ، / فَلَجَأَ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ حذيفة بن عمرو [4] [37 ب] هَذَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَمْرِ أَهْلِ دُبَا وَارْتِدَادِهِمْ عَنْ دِينِ الإِسْلامِ، وَطَرْدِهِمْ إِيَّاهُ، ثُمَّ خَبَّرَهُ أَنَّهُ الْتَجَأَ إِلَى عِكْرِمَةَ فَصَارَ مَعَهُ، فَاغْتَاظَ [أَبُو بَكْرٍ] غَيْظًا شَدِيدًا، ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَى عِكْرِمَةَ:

(أَمَّا بَعْدُ، فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي فَسِرْ إِلَى أَهْلِ دُبَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَأَنْزِلْ بِهِمْ مَا هُمْ لَهُ أَهْلٌ، وَلا تُقَصِّرْ فِيمَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِهِمْ فَابْعَثْ إليّ بهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015