2- فَوَلَّى حَثِيثًا عَلَى وَجْهِهِ ... وَلَوْ قَامَ لِي سَاعَةً جَدَّلا [1]
3- فَإِنْ عَادَ جَلَّلْتُهُ مِثْلَهَا ... وَيَكْفِيهِ مَا نَالَهُ أَوَّلا
قَالَ: وَحَمَلَ مُهَاجِرُ بْنُ أُمَيَّةَ عَلَى الأَشْعَثِ، وَالْتَقَيَا بِضَرْبَتَيْنِ بَدَرَهُ بِهَا الأَشْعَثُ ضَرْبَةً قَدْ بَيَّضَتْهُ، وَأَسْرَعَ السَّيْفَ إِلَى رَأْسِهِ فَوَلَّى مُدْبِرًا، فَنَادَاهُ الأَشْعَثُ:
يَا مُهَاجِرُ، تُعَيِّرُ/ النَّاسَ بِالْفِرَارِ وَتَفِرُّ فِرَارَ الْحِمَارِ، ثُمَّ أنشأ الأشعث يقول: [36 ب] (مِنَ الْمُتَقارِبِ)
1- لَقِيتُ الْمُهَاجِرَ فِي جَمْعِهِ ... بِعَضْبِ حُسَامٍ رَقِيقِ الْغَرَرِ
2- فَفَرَّ ذَلِيلا وَلَمْ يَنْثَنِي [2] ... فِرَارَ الْحِمَارِ مِنَ الْقَسْوَرِ [3]
قَالَ: ثُمَّ حَمَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَأَصْحَابُهُ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، فَهَزَمَهُمْ حَتَّى أَدْخَلَهُمْ مَدِينَةَ تِرْيَمَ، وَقَدْ قُتِلَ مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ، وَجُرِحَ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ الأَشْعَثُ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى أَحْدَقُوا بِالْمَدِينَةِ وَنَزَلُوا عَلَيْهَا، وَحَصَرُوا زِيادَ بْنَ لَبِيدٍ وَأَصْحَابَهُ، وَضَيَّقُوا عَلَيْهِ غَايَةَ الضِّيقِ.
قَالَ: وَكَتَبَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُخْبِرُهُ بِقَتْلِ الرَّسُولِ، وَيُعْلِمُهُ أَنَّهُ وَأَصْحَابَهُ مُحَاصَرُونَ فِي مَدِينَةِ تِرْيَمَ أَشَدَّ الْحِصَارِ، ثُمَّ كَتَبَ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ [4] :
(مِنَ الْكَامِلِ)
1- هَلْ رَاكِبٌ يَرِدُ المدينة مخبرا ... رهط الرسول وسادة الأنصار [5]