5- فَكَمْ سَيِّدٍ مِنْهُمْ تَرَكْنَا مُجَنْدَلا ... صَرِيعًا عَلَيْهِ الْخَامِعَاتُ [1] مَعَ النَّسْرِ

قَالَ: ثُمَّ سَارَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو جَمْرٍ، وَهُمْ فُرْسَانٌ وَأَبْطَالٌ، فَالْتَقَى الْقَوْمُ لِلْقِتَالِ، فَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عِشْرُونَ رَجُلا، وَقُتِلَ مِنْ بَنِي جَمْرٍ قَرِيبٌ مِنْ ذَلِكَ، وَوَقَعَتِ الْهَزِيمَةُ عَلَيْهِمْ، فَوَلَّوُا الأَدْبَارَ، وَأَسْلَمُوا الدِّيَارَ، وَاحْتَوَى الْمُسْلِمُونَ عَلَى النِّسَاءِ وَالأَوْلادِ، فَأَنْشَأَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ يَقُولُ:

(مِنَ السَّرِيعِ)

1- قُلْ لِبَنِي جَمْرٍ إِذَا جِئْتَهُمْ ... قَدْ كَانَتِ الشِّدَّةُ مِثْلَ الْبُوسِ

2- قَدْ طَرَقَتْكُمْ وَقْعَةٌ [مِنْ] صَيْلَمٍ [2] ... أَرْدَتْكُمُ فِيهَا بِطَيْرِ النُّحُوسِ

3- وَسَمْتُكُمْ كِنْدَةُ فِي نَاقَةٍ ... بِيَوْمِ سُوءٍ مُقَمْطَرٍ [3] عَبُوسِ

4- فَكَمْ قَتَلْنَا مِنْكُمُ فِي الْوَغَى ... مِنْ فَارِسٍ نَجْدٍ وَكَبْشٍ [4] رَئِيسِ

5- وَعَنْ قَلِيلٍ لَكُمُ مِثْلُهَا ... (وَنَفْلٌ) وَخَوْفُنَا بِالنُّفُوسِ [5]

قَالَ: وَبَلَغَ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ فِي بَنِي عَمِّهِ مِنْ بَنِي مُرَّةَ مَا فَعَلَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ بِبَنِي هِنْدٍ وَبَنِي الْعَاتِكِ وَبَنِي حُجْرٍ وَبَنِي جَمْرٍ، فَغَضِبَ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: لا كَرَامَةَ لِزِيَادٍ يَقْتُلُ قَوْمِي وَبَنِي عَمِّي، وَيَسْبِي النِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَّ، وَيَحْتَوِي عَلَى الأَمْوَالِ، وَأَقْعُدُ عَنْهُ، قَالَ: ثُمَّ نَادَى الأَشْعَثُ فِي بَنِي عَمِّهِ مِنْ بَنِي مُرَّةَ وَبَنِي عَدِيٍّ وبني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015