معالم الخلافة" عن القضاعي أنه حكى في "خطط مصر" أنه كان للإمام الليث بن سعد دار ببلدة قلقشندة فهدمها عبد الملك بن رفاعة عنادًا له فعمرها الليث فهدمها عبد الملك فعمرها فهدمها، فلما كان في الثالثة بينما الليث نائم إذا بهاتف يهتف به: قم يا ليث {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5] فأصبح ابن رفاعة وقد أصابه الفالج فأوصى إلى الليث وبقي ثلاثًا ثم مات.
ومن الرؤيا الظاهرة ما رآه يعقوب بن داود السلمي وزير المهدي وهو في الحبس وأوله بأنه سيخرج من الحبس. وقد روى ذلك الخطيب البغدادي في "تاريخه" من طريق ابن أبي الدنيا: حدثني خالد بن يزيد الأزدي حدثني عبد الله بن يعقوب بن داود قال: قال أبي: حبسني المهدي في بئر وبنيت علي قبة فمكثت فيها خمس عشرة حجة حتى مضى صدر من خلافة الرشيد وكان يدلي إلي في كل يوم رغيف وكوز من ماء وأوذن بأوقات الصلاة، فلما كان في رأس ثلاث عشرة حجة أتاني آت في منامي فقال:
حنا على يوسف رب فأخرجه ... من قعر جب وبيت حوله غمم
قال: فحمدت الله وقلت: أتى الفرج، قال: فمكثت حولاً لا أرى شيئًا فلما كان رأس الحول أتاني ذلك الآتي فقال لي:
عسى فرج يأتي به الله إنه ... له كل يوم في خليقته أمر
قال: ثم أقمت حولاً لا أرى شيئًا ثم أتاني ذلك الآتي بعد الحول فقال:
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه ... يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويفك عانٍ ... ويأتي أهله النائي الغريب
قال: فلما أصبحت نوديت فظننت أني أوذن بالصلاة فدلي لي حبل أسود وقيل لي: اشدد به وسطك ففعلت فأخرجوني فلما قابلت الضوء عَشَى بصري فانطلقوا بي فأدخلت على الرشيد فقيل: سَلّم على أمير المؤمنين،