وفي رواية الترمذي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «فأتيت على قصر مربَّع مشرف من ذهب فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لرجل من العرب، فقلت: أنا عربي لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلت: أنا قرشي لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمة محمد، قلت: أنا محمد لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب». فقال بلال: يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها ورأيت أن لله عليَّ ركعتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بهما». قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب. قال: وفي الباب عن جابر ومعاذ وأنس وأبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رأيت في الجنة قصرًا من ذهب فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لعمر بن الخطاب»، قال: ومعنى هذا الحديث أني دخلت البارحة الجنة، يعني رأيت في المنام كأني دخلت الجنة. هكذا روي في بعض الحديث، ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «رؤيا الأنبياء وحي» انتهى كلام الترمذي.
قلت: وقد جاء التصريح في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى ذلك في المنام.
وقد جاء في ذكر عمر وحده ثلاثة أحاديث:
أحدها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة توضأ إلى جنب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فذكرت غيرتك فوليت مدبرًا» وعمر حين يقول ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس عنده مع القوم فبكى عمر حين سمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: أعليك بأبي أنت وأمي أغار يا رسول الله، رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه وابن حبان في "صحيحه".
الثاني: حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «دخلت الجنة، أو أتيت الجنة، فأبصرت قصرًا فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك». قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي يا نبي الله أوعليك