"العلل" أنه سأل محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: هو عندي حديث صحيح. قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما.
قلت: هذا الحديث رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال عن سالم عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استشار الناس لما يُهِمُّهم إلى الصلاة فذكروا البوق فكرهه من أجل اليهود ثم ذكروا الناقوس فكرهه من أجل النصارى فأري النداء تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب فطرق الأنصاري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلاً فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالاً به فأذن. قال الزهري: «وزاد بلال في نداء صلاة الغداء الصلاة خير من النوم فأقرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عمر: يا رسول الله قد رأيت مثل الذي رأى ولكنه سبقني». وقد رواه ابن سعد في الطبقات وقال فيه: «حتى أُري رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد الأذان وأُريه عمر بن الخطاب تلك الليلة، فأما عمر فقال: إذا أصبحت أخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأما الأنصاري فطرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل فأخبره وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالاً فأذن بالصلاة. قال: فزاد بلال في الصبح، الصلاة خير من النوم، فأقرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست فيما أري الأنصاري».
ومن الأحاديث في رؤيا الأذان ما رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت في النوم كأني مستيقظ أرى رجلاً نزل من السماء عليه بردان أخضران نزل على جذم حائط من المدينة فأذن مثنى مثنى ثم جلس ثم أقام فقال مثنى مثنى قال: «نِعْمَ ما رأيت علمها بلالاً»، قال: قال عمر: قد رأيت مثل ذلك ولكنه سبقني.
ومن الرؤيا الظاهرة أيضًا رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيأتي البيت هو وأصحابه ويطوفون به، وكان ذلك قبل عمرة الحديبية، فلما صدهم المشركون عن دخول مكة عام الحديبية وصالحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يرجعوا عامهم ذلك وأن يعتمروا في العام القابل قال عمر رضي الله عنه للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: «بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام»،