وكان سطيح إنما يدعوه العرب الذئبي لأنه من ولد ذئب بن عدي. انتهى ما ذكره ابن جرير.
ومن أحلام الأكابر رؤيا عبد المطلب بن هاشم أنه أمر بحفر زمزم. وقد تقدم ذكر ذلك فيما رواه ابن إسحاق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (?)، وقد رواه البيهقي في "دلائل النبوة" بإسناده عن الزهري بسياق غير السياق الذي تقدم ذكره من رواية ابن إسحاق وقال فيه: فحفر حتى أنبط الماء فخرقها في القرار ثم بَحَّرها حتى لا تنزف ثم بنى عليها حوضًا فطفق هو وابنه ينزعان فيملآن ذلك الحوض فيشرب منه الحاج فيكسره أناس حَسَدة من قريش بالليل فيصلحه عبد المطلب حين يصبح، فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربّه فأري في المنام فقيل له: قل: اللهم إني لا أحلها لمغتسل ولكن هي لشارب حلُّ وبِلُّ، ثم كفيتهم؛ فقام عبد المطلب حين اختلف قريش في المسجد فنادى بالذي أرى ثم انصرف فلم يكن يفسد حوضه عليه أحد من قريش إلا رمي في جسده بداء حتى تركوا حوضه وسقايته.
ومن أحلام الأكابر أيضًا ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال: بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت منها فزعًا شديدًا فأتيت كاهنة قريش عليَّ مطرف خزّ وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إليّ عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما بال سيدنا قد أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئًا؟ فقلت: بلى، وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على أم رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل لأني كنت كبير قومي، فجلست فقلت: إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت نورًا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفًا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظمًا ونورًا وارتفاعًا، ساعة تخفى وساعة تزهر ورأيت رهطًا من قريش