كتاب الرؤيا (صفحة 186)

فيه الأولون والآخرون، يسعد فيه المحسنون، ويشقى فيه المسيئون، قال: أحق ما تخبرني؟ قال: نعم، والشفق والغسق، والفلق إذا اتسق، إن ما أنبأتك به لحقّ.

ثم قدم عليه شِقّ فقال له كقوله لسطيح وكتمه ما قال سطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان، فقال: نعم، رأيت حُمَمَة، خرجت من ظلمة، فوقعت بين روضة وأكمة (?)، فأكلت منها كل ذات نسمة، قال: فلما قال له ذلك عرف أنهما قد اتفقا، فإن قولهما واحد إلا أن سطيحًا قال: «وقعت بأرض تَهَمَة، فأكلت منها كل ذات جمجمة»، وقال شِقّ: «وقعت بين روضة وأكمة، فأكلت كل ذات نسمة». فقال الملك: ما أخطأت يا شقّ منها شيئًا فما عندك في تأويلها؟ قال: أحلف بما بين الحرتين من إنسان، لينزلن أرضكم السودان، فليغلبن على كل طَفْلَة البنان (?)، وليملكن ما بين أبين إلى نجران، فقال له الملك: وأبيك يا شِقّ إن هذا لنا لغائظ موجع فمتى هو كائن؟ أفي زماني أم بعده؟ قال: لا بل بعده بزمان، ثم يستنقذكم منه عظيم ذو شأن، ويذيقهم أشد الهوان، قال: ومَنْ هذا العظيم الشأن؟ قال: غلام ليس بدنيّ ولا مُدَنّ (?)، يخرج عليهم من بيت ذي يزن، فلا يترك أحدًا منهم باليمن، قال: أفيدوم سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع برسول مرسل، يأتي بالحق والعدل، بين أهل الدين والفضل، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل، قال: وما يوم الفصل؟ قال: يوم تجزي فيه الولاة، ويدعى فيه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015