سرور المقدسي – المعروف بالشهاب العابر – قال: قال لي رجل: رأيت في رجلي خلخالاً، فقلت له: تتخلخل رجلك بألم، فكان كذلك. وقال لي آخر: رأيت كأنّ في أنفي حلقة ذهب وفيها حب مليح أحمر، فقلت له: يقع بك رعاف شديد فجرى كذلك. وقال آخر: رأيت كلابندًا معلقًا في شفتي، فقلت: يقع بك ألم يحتاج إلى الفصد في شفتك، فجرى كذلك. وقال لي آخر: رأيت في يدي سوارًا والناس يبصرونه، فقلت له: سوء يبصره الناس في يدك. فعن قليل طلع في يده طلوع. ورأى ذلك آخر لم يكن يبصره الناس، فقلت: تتزوج أمراة حسنة وتكون رقيقة.
قال ابن القيم: قلت: عَبَّرَ له السوار بالمرأة لمّا أخفاه وستره عن الناس، ووصفها بالحسن لحسن منظر الذهب وبهجته، وبالرقة لشكل السوار، والحلية للرجل تنصرف على وجوه فربما دلت على تزويج العزب لكونها من آلات التزويج، وربما دلت على الإماء والسراري، وعلى الغنى، وعلى البنات، وعلى الخدم، وعلى الجهاز، وذلك بحسب حال الرائي وما يليق به.
قال أبو العباس العابر: وقال لي رجل: رأيت كأن في يدي سوارًا منفوخًا لا يراه الناس، فقلت له: عندك امرأة بها مرض الاستسقاء.
قال ابن القيم: فتأمل كيف عَبَّر له السوار بالمرأة ثم حكم عليها بالمرض لصفرة السوار، وأنه مرض الاستسقاء الذي ينتفخ معه البطن.
قال: وقال آخر: رأيت في يدي خلخالاً وقد أمسكه آخر وأنا ممسك له وأصيح عليه وأقول: اترك خلخالي فتركه، فقلت له: فكان الخلخال في يدك أملس، فقال: بل كان خشنًا تألمت منه مرة بعد مرة، وفيه شراريف، فقلت له: أمك وخالك شريفان، ولست بشريف، واسمك عبد القاهر، وخالك لسانه نجس رديء يتكلم في عرضك ويأخذ مما في يدك، قال: نعم، قلت: ثم إنه يقع في يد ظالم متعد ويحتمي بك فتشد منه وتقول: خلَّ خالي، فجرى ذلك عن قليل.
قال ابن القيم: قلت: تأمل أخذه الخال من لفظ الخلخال ثم عاد إلى