من طريق قابوس بن المخارق عن أبيه عن أم الفضل رضي الله عنها، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
الطريق الثالث: عن أبي عمار شداد بن عبد الله عن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها أنها دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلمًا منكرًا الليلة، قال: «وما هو؟» قالت: إنه شديد، قال: «وما هو؟» قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رأيت خيرًا تلد فاطمة إن شاء الله غلامًا فيكون في حجرك» فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رواه الطبراني في "الكبير" والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين. وتعقبه الذهبي فقال: بل منقطع فإن شدادًا لم يدرك أم الفضل ومحمد بن مصعب ضعيف، قلت: يشهد له ما تقدم قبله من حديث عبد الله بن الحارث وقابوس بن المخارق.
ومن الرؤيا التي أَوَّلّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين أو ثلاثًا فوقعت على وفق تأويله ثم أوّلتها عائشة رضي الله عنها بخلاف ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يئولها عليه فوقعت على وفق تأويل عائشة رضي الله عنها. وقد جاء ذلك فيما رواه سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها وقلما يغيب إلا تركها حاملاً فتأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول: إن زوجي خرج تاجرًا فتركني حاملاً فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلامًا أعور، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرٌ يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحًا وتلدين غلامًا برًا» فكانت تراها مرتين أو ثلاثًا. كل ذلك تأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول ذلك لها فيرجع زوجها وتلد غلامًا فجاءت يومًا كما كانت تأتيه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - غائب وقد رأت تلك الرؤيا فقلت لها: عَمَّ تسألين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أمة الله؟ فقالت: رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسأله عنها فيقول خيرًا فيكون كما قال فقلت: فأخبريني ما هي؟ قالت: حتى يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعرضها عليه كما كنت أعرض فوالله ما تركتها حتى أخربتني فقلت: والله لئن صدقت رؤياك ليموتنَّ زوجك ولتدلن غلامًا فاجرًا، فقعدت