قال: فأخذت لآخذ فيها فقال لي: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال، قال: فإذا جواد منهج على يميني فقال لي: خذ ههنا فأتى بي جبلاً فقال لي: اصعد قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على إستي قال: حتى فعلت ذلك مرارًا، قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودًا رأسه في السماء وأسفله في الأرض، في أعلاه حلقة فقال لي: اصعد فوق هذا، قال: قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء، قال: فأخذ بيدي فزجل بي، قال: فإذا أنا متعلق بالحلقة، قال: ثم ضرب العمود فخرّ، قال: وبقيت متعلقًا بالحلقة حتى أصبحت، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصصتها عليه فقال: «أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال، قال: وأما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبل فهو منزل الشهداء ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الإسلام، وأما العروة فهي عروة الإسلام ولن تزال متمسكًا بها حتى تموت»
قوله: فإذا جوادّ منهج. قال النووي: الجوادّ جمع جادّة وهي الطريق البينة المسلوكة والمشهور فيها جوادّ بتشديد الدال. والنهج الطريق المستقيم، وطريق منهج، بيّن واضح. وقوله: زجل بي أي رمى بي. انتهى.
ومن المنامات التي أَوَّلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه يلعق سمنًا وعسلاً. وقد روى ذلك الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى إصبعي سمنًا وفي الأخرى عسلاً فأنا ألعقهما فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تقرأ الكتابين التوراة والفرقان» فكان يقرأهما، فيه ابن لهيعة وقد حّسَّن ابن عدي وابن كثير والهيثمي حديثه وضعفه بعض الأئمة وبقية رجاله ثقات.
ومن المنامات التي أَوَّلَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان شداد فقصصت ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ذلك وفاة ابن أخيك» رواه البزار والطبراني. قال الهيثمي: ورجالهما ثقات. وقد رواه