ضرب الناس بعطن» قال القاضي: ظاهره أنه عائد إلى خلافة عمر خاصة، وقيل: يعود إلى خلافة أبي بكر وعمر جميعًا لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر وضرب الناس بعطن لأن أبا بكر قمع أهل الردة وجمع شمل المسلمين وألفّهم وابتدأ الفتوح ومَهَّد الأمور وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، انتهى كلام النووي ملخصًا.
فصل
في ذكر ما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه
وأَوَّلَه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أو أَوَّلَه غيره من الصحابة رضي الله عنهم
فمن ذلك رؤياه في اتباع الغنم له وقد رواه البيهقي في "دلائل النبوة" مرسلاً من طريقين. أحدهما: عن عمرو بن شرحبيل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني رأيت الليلة كأنما تتبعني غنم سود ثم أردفتها غنم بيض حتى لم تر السود فيها» فقصّها على أبي بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله هي العرب تبعتك ثم أردفتها العجم حتى لم يروا فيها، قال: «أجل، كذلك عَبَرها الملَك سَحَرًا».
الطريق الثاني: عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض معناه وقد رواه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني رأيتني يتبعني غنم سود يتبعها غنم عفر»، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله هذه العرب تتبعك تتبعها العجم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كذلك عَبَرها الملَك». وفي وراية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كذلك عَبَرها الملَك بالسحر» وقد رواه الحاكم موصولاً من طريق حصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إني رأيت في المنام غنمًا سوداء يتبعها غنم عفر يا أبا بكر اعبرها»، فقال أبو بكر: يا رسول الله هي العرب