وهي العطية.

وقد اعتفيته وعفوته، واعتريته وعروته واعتترت به، كل هذا إذا أتيته تعرض لمعروفه. ويقال: إن فلانا لكثير العافية والعفاة، والعفى مثل غزى، أي: كثير الأضياف. قال الأسدي:

فلا تَسألِينِي، واسألِي عَن خَلِيقتِي إذا رَدَّ عافِي القِدرِ مَن يَستَعِيرُها

قال أبو الحسن: موضع "من" نصب، وموضع "عافي" رفع. يقول: إذا جاء المستعير يستعير القدر، فرأى عند القوم الضيف، رجع ولم يستعرها، لأن الضيف قد شغلها. فكأن الضيف رده عن طلب القدر. قال بندار: عافي القدر: ما يبقي المستعير في القدر لصاحب القدر. فيقول: إذا اشتد الزمان خاف الرجل أن يستعير قدرا ويردها فارغة. وإن رد فيها شيئا أجحف به ذلك. فيمتنع من استعارتها. فكأن ذلك رده عن استعارتها. فيقول: أنا واسع الأخلاق في هذا الوقت، فخليقتي التوسع في هذا الوقت.

رجعنا إلى قول أبي يوسف: قال: وقال الله عز وجل: {وأطعِمُوا القانِعَ والمُعْتَرَّ}، وقال ابن أحمر:

تَرعَى القَطاةُ الخِمسَ قَفُّورَها ثُمَّ تَعُرُّ الماءَ، فِيمَن يَعُرْ

أي: تأتيه فيمن يأتي. قال أبو الحسن: القفور: ما يوجد في القفر. قال أبو العباس: ولم يسمع القفور في كلام العرب إلا في شعر ابن أحمر. وقال ابن مقبل:

* ولا أشتِمُ العُفَّى، ولا يَشتِمُونَنِي *

وقد تنصفته: طلبت ما عنده. قال غير الأصمعي: تنصفته: خدمته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015