أكثر. قال ابن أحمر:
* لَبَّ بأرضٍ، لا تَخطّاها الحُمُرْ *
وقال الخليل رحمه الله: قولهم "لبيك وسعديك" هو من هذا. كأنه أراد به: أجبتك ولزمت طاعتك فيما دعوتني إليه. وإنما ثنى كأنه أراد إجابة بعد إجابة، كأنه قال: كلما أجبتك في أمر فأنا مجيب في غيره. وقال: معنى لبيك: أنا معك. وسعديك: أنا مسعدك.
ورمأ بالمكان يرمأ به رمئا ورموءا، وخيم بالمكان يخيم تخييما، وريم بالمكان يريم به ترييما، وتلد يتلد تلودا، وفنك بالمكان يفنك فنوكا. وقد فنك في الشيء: إذا لج فيه. وأنشد الفراء:
لَمّا رأيتُ أمرَها في حُطِّي
وفَتَكَتْ، في كَذِبٍ، ولَطِّ
أخَذتُ، مِنها، بِقُرُونٍ شُمطِ
حتَّى عَلا الرّأسَ دَمٌ، يُغَطِّي
وقد أبن بالمكان يبن إبنانا، وهو مبن. قال النابغة:
غَشِيتُ مَنازِلًا، بِعُرَيتِناتٍ فأعلَى الجِزعِ، لِلحَيِّ المُبِنِّ
وقد بجد الرجل بالمكان يبجد بجودا، وهو باجد. ومنه قيل: أنا ابن بجدتها، يريد: أنا عالم بها، أصله منها. وحكى الفراء: أنا عالم ببجدة أمرك، وبجد أمرك.