قال لي أبو الحسن بن كيسان، وقد سألته "لم جزم فأغرب؟ " قال: جعله نسقا، إن شئت على "دعيني" وأراد: فلأغرب، كما قال الله عز وجل: {اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ولْنَحمِلْ خَطاياكُم}، وإن شئت جعلته نسقا على "أصطبح" وهو الوجه.

رجعنا إلى الكتاب: وقال الأصمعي: سورة الخمر وحمياها: شدتها وأخذها بالرأس. وحميا كل شيء: شدته.

والمصطار: التي فيها حلاوة.

والحانية: منسوبة إلى الحانة. قال علقمة بن عبدة:

كأسُ عَزِيزٍ، مِنَ الأعنابِ، عَتَّقَها لِبَعضِ أربابِها، حانِيّةٌ، حُومُ

كان الأصمعي يقول: حوم: كثيرة. وكان خالد بن كلثوم يقول: تحوم في الرأس، أي: تدور.

ويقال للذي يعلو الخمر مثل الذريرة: القمحان. قال النابغة:

إذا فُضَّتْ خَواتِمُهُ عَلاهُ يَبِيسُ القُمَّحانِ، مِنَ المُدامِ

ويقال: شراب ماتع، إذا اشتدت حمرته. وشراب قارص، وشراب يحذي اللسان. ولا يقال: يحذو. وشراب ذو بنة طيبة، أي: ذو رائحة. ويقال: شراب ذو مبولة، إذا كان يبال عنه كثيرا.

ويقال: هذا شراب مطيبة للنفس، أي: تطيب النفس عليه. وشراب مخبثة أي: تخبث عنه النفس.

ويقال: شراب سلسل وسلسال، إذا كان سهل الدخول في الحلق. قال أبو كبير:

أم لا سَبِيلَ إلى الشَّبابِ، وذِكرُهُ أشهَى إليَّ مِنَ الرَّحِيقِ السَّلسَلِ؟

ويقال: شراب ناقس، إذا كان حامضا. قال النابغة الجعدي، يصف دنا:

جَونٌ، كَجَوزِ الحِمارِ، جَرَّدَهُ الـ ـخَرّاصُ، لا ناقِسٌ، ولا هَزِمُ

قال: الخراص: صاحب الدنان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015