لأنه يقال: أغذ الرجل السير. ولكنه حوله إلى السير، كما يقال: ليل نائم. قال أبو الحسن: وأنا أحسب أنه يقال: أغذ السير، وأغذذت أنا السير. والذي قال بندار يحتمله الكلام.

قال أبو الحسن: ومعنى الشعر أنه لقيها عشية عرفة، منصرفه من عرفة إلى جمع. وهي مزدلفة، ومبيت الناس جميعا بها. ثم ينتقلون إلى منى من الغد. فيقول: أنا رجل أقوى على السير فأغذ فيه، وهي امرأة سيرها فاتر، فلا يمكنني الاستمتاع بحديثها ونحن نسير. وإنما أراد الاجتهاد في تمتعه بحديثها تلك الليلة. وثالث البيتين:

فكَلَّمتُها ثِنتَينِ، كالثَّلجِ مِنهُما علَى اللَّوحِ، والأُخرَى أحرُّ مِنَ الجَمرِ

وصف أنه لم يصل في كلامها إلا إلى التسلية التي لقيها بها. وهي كالثلج للعطشان في اللذة. واللوح: العطش. والأخرى التسليمة التي ودعها بها. فهي شاقة عليه، فهي كالجمر في حرارة الحزن عليه.

رجعنا إلى الكتاب: ويقال للرجل، إذا مشى فتباعد ما بين كعبيه، وأقبلت كل واحدة من قدميه بجماعتها على الأخرى، فتلك القعولة، ورجل مقعول.

فإذا كان إذا مشى ينبث التراب برجليه إلى خلفه فتلك النقثلة. يقال: رجل منقثل.

فإذا كان إذا مشى اضطرب، فانحدر رأسه وعنقه ثم ارتفع، فتلك السنطلة. يقال: هو رجل مسنطل، ومر بنا فلان مسنطلا.

فإذا أعيا وضعف عن المشي قيل: قد حوقل، وهو محوقل، وهي الحوقلة. ويقال للرجل، عند العرس إذا عجز عن امرأته: قد حوقل.

ويقال: مروا يخوتونهم، أي: يطردونهم. ويقال للعقاب، إذا انقضت: قد انخاتت.

ويقال: ذاح يذوح ذوحا وذحا يذحا، وحاذ يحوذ، كله في معنى: طرد وساق.

والهفو: مر خفيف.

والإرضاض: شدة العدو. يقال: قد أرض في الأرض أي: ذهب.

ويقال: نحب في السير، أي: جهده.

ويقال: مر يطردهم ويكردهم ويشحنهم.

والكفت: المر السريع. يقال: رجل كفيت، أي: شديد العدو. ويقال: في الناس كفت شديد، إذا كان فيهم موت. ويقال: اللهم اكفته إليك، أي: اقبضه إليك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015