وحكي أنه توجه يوما مع أصحابه للفرجة بدمشق، فلما بلغوا الموضع الذي أرادوه، غفلوا عنه بسويعة، فطلبوه فلم يجدوه، ثم فحصوا عنه فوجدوه منكبا على أوراق.
وأغرب من هذا في اعتنائه بالعلم: ما مر أنه حفظ يوم موته عدة أبيات، حدها بعضهم بثمانية أبيات، لقنه إياها ابنه، وهذا مما يصدق ما قيل: بقدر ما تتعنى، تنال ما تتمنى، فجزاه الله خيرا عن هذه الهمة العلية. وتوفي بدمشق سنة 672، ودفن بسفح جبل قاسيون، وما يزال قبره معروفا هناك، رحمه الله تعالى)). انتهى.
وقال الحافظ الذهبي في ((تذكرة الحفاظ)) (?) في ترجمة الإمام النووي (يحيى بن شرف الحوراني): ((هو الإمام الحافظ الأوحد، القدوة، شيخ الإسلام، علم الأولياء، محيى الدين أبو زكريا، يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي، صاحب التصانيف النافعة.
ولد سنة 631 - في بلدة نوا من حوران - وقدم دمشق سنة 649، فسكن في المدرسة الرواحية يتناول خبز المدرسة، - قال: وبقيت نحو سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض - فحفظ ((التنبيه)) في أربعة أشهر ونصف، وقرأ ربع ((المهذب)) حفظا في باقي السنة على شيخه الكمال إسحاق بن أحمد.