القلم على اللوح المحفوظ، وأثبت فيه مقادير الخلائق -ما كان وما يكون ومَا هو كائن إلى الأبد- على وفق ما تعلقت به إرادته أولاً.
وقوله: "بخمسين ألف سنة" معناه: طول الأمد وتمادي الزمان بين التقدير والخلق من المدة خمسون ألف سنة مما تعدُّون، فإن قيل: كيف يحمل على الزمان وهو مقدار حركة الفَلَكِ الذي لم يخلق حينئذٍ؟
أجيبَ بأنه إن سُلِّم أنَّ الزمان ذلك، فإنَّ مقدار حركة الفَلَك الأعظم الذي هو العرش، وهو موجود حينئذِ بدليل قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} أي: ما كان تحته قبل خلق السموات والأرض إلاَّ الماء، والماء على متن الريح، وهو يدل على أنَّ العرش والماء كانا مخلوقين قبل خلق السموات والأرض" انتهى.