عز الدِّين بن عبد السلام: "هذا مشكل، لأنَّ القدر لا ينفي اللوم عن المكلفين، فكيف يقوله عليه السلام: "فحج آدم موسى" ومثل هذا لا تقوم به الحجة؟ قال: والجواب أنَّ لنا قاعِدَة وهي: أنَّ المذنب يُنهى ويُوبخ حالة تلبسه بالمحرم دفعًا لمفسدته، وكذلك انقضاء فعله، وقبل توبته دفعًا لفساد ما يتوقع منه من المحرمات، لا لما مضى، لأنه لا يمكن دفعه بعد وقوعه، فلا معنى لشرعية الزاجر في حقه.

أما بعد فعله وتوبته فلا معنى للتوبيخ لأجل الماضي، لما تقرر، ولا لأجل المستقبل، لأنَّ التوبة تغلب على الظن أنه لا يرتكب المحرمات، لأنَّ الإنابة والخوف من الله مانعان من ذلك، فلا حاجة إلى التوبيخ.

وآدم عليه الصلاة والسلام كان بهذه المثابة، فلا يحسن لومهُ والعتب على موسى لمخالفته القاعِدَة، فقال له آدم عليه الصلاة والسلام كأنَّ الأصل أن لا يلام على مقدَّر، لأنَّ العبدَ مقهُور فيه لا سيَّما إذا اتَّصف العبد بالتوبة، ولهذا المعنى أشار آدم بقوله: "قدر عليَّ" صلوات الله عليهم أجمعين".

"أنت الَّذي خَلَقَكَ اللهُ بيده" قال الشيخ كمال الدين الزملكاني:

"هو إشارة إلى العناية في الخلق، وتكميله والاتيان به على الوجه الأكمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015