وجلّ إلى بعض أنبيائه لا تتخذوا الأهل والمال في زمن العقوبات، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
نحمدك يا من هيأت القلوب للتيقظ لمرضاتك، وفتحت أقفالها بأسرار معرفتك وأنوار هباتك، ونصلي ونسلّم على من أرسلته بطب القلوب، وأيدته بما أنزلت عليه من قوت القلوب وتبيين الغيوب، وعلى آله الذي تحقّقوا برياضة النفوس فتحلّوا بأنوار اليقين، وأصحابه السائرين على منهجه المبين.
أما بعد، فقد تمّ بحمده تعالى طبع كتاب قوت القلوب في معاملة المحبوب، للأمام الفاضل والأستاذ الكامل سيّدنا ومولانا الشيخ أبي طالب المكي رحمه الله وأثابه رضاه، وهو كتاب له من اسمه أكبر نصيب، ومن المتكلم على آفات النفوس والاستشهاد بالآي كلا مطرب غريب، وفي تبيين طريق السلف الصالح ما يجعل الغائب كأنه حاضر مبصر، وفي أحوال أهل اليقين ما يزيح الخفاء ويجلو من عين القلب النظر، وبالجملة، فهو كتاب شهرته طبقت الآفاق، وهي أقل مما فيه، وليس الخبر يكفي ما العيان يكفيه.