لَا يقدرُونَ على شئ من الْمُخَالفَة لَا فِي الْأُصُول وَلَا فِي الْفُرُوع لكِنهمْ يستنبطون الْأَحْكَام فِي الْمسَائِل الَّتِي لَا نَص فِيهَا على حسب الْأُصُول وَالْقَوَاعِد الرَّابِعَة طبقَة أَصْحَاب التَّخْرِيج من المقلدين كَأبي بكر الْجَصَّاص الرَّازِيّ الْمُتَوفَّى سنة (370) والجرجاني الْمُتَوفَّى سنة (398) والقدوري المتوفي سنة (428) والدبوسى المتوفي سنة (430) وإضرابهم فَإِنَّهُم لَا حاطتهم بالأصول وضبطهم للمأخذ يقدرُونَ على تَفْصِيل قَول مُجمل ذِي وَجْهَيْن وَحكم مُبْهَم مُحْتَمل لأمرين مَنْقُول عَن صَاحب الْمَذْهَب أَو وَاحِد من أَصْحَابه برأيهم ونظرهم فِي الْأُصُول والمقايسة على أَمْثَاله ونطائره من الْفُرُوع فَقَوْل صَاحب الْهِدَايَة كَذَا فِي تَخْرِيج الرَّازِيّ من هَذَا الْقَبِيل الْخَامِسَة طبقَة أَصْحَاب التَّرْجِيح من المقلدين كصاحب الْهِدَايَة برهَان الدّين المتوفي سنة (593) والاسبيجاني المتوفي سنة (535) وأبن كَمَال المتوفي سنة (940) والاوزجندي وَأبي السُّعُود وأمثالهم وشأنهم تَفْضِيل بعض الرِّوَايَات على بعض كَقَوْلِهِم هَذَا أولى وَهَذَا اصح رِوَايَة وَهَذَا أرْفق للنَّاس السَّادِسَة طبقَة المقلدين القادرين على التميز بَين الْأَقْوَى والضعيف وَالْمذهب وَالرِّوَايَة النادرة كأصاحب الْمُتُون الْأَرْبَعَة من الْمُتَأَخِّرين صَاحب الْكَنْز النَّسَفِيّ الْمُتَوفَّى سنة (710) وَصَاحب الْمُخْتَار مجد الدّين المتوفي سنة (683) وَصَاحب الْوِقَايَة تَاج الشَّرِيعَة المتوفي سنة (673) وَصَاحب الْمجمع مظفر الدّين المتوفي سنة (694) وأمثالهم وشأنهم أَن لَا ينقلوا الْأَقْوَال الْمَرْدُودَة وَالرِّوَايَات الضعيفة السَّابِعَة طبقَة المقلدين الَّذين لَا يقدرُونَ على مَا ذكر وَلَا يفرقون بَين الغث والثمين