المناخية وغير ذلك مما يدخل في دراسة مقومات الإنتاج الزراعي التي تعد أساسا لهذا النوع من التخطيط في النهاية.
أما عن الارتباط بين الجغرافيا والتخطيط الصناعي فإن دراسة مقومات التوزيع الجغرافي للصناعات المختلفة وارتباطها بمصادر المواد الأولية والوقود ومناطق العمال والأسواق وتوفر سبل المواصلات بين مراكز الإنتاج ومناطق الاستهلاك وعلاقة ذلك بتكاليف الإنتاج الصناعي تفيد بالضرورة في وضع أسس الارتباط الأفقي والرأسي للصناعات المتصلة ببعضها بقدر الإمكان وتطبيق مبدأ التكامل الصناعي في الإقليم أو الأقاليم المتجاورة.
وهكذا يبدو دور الجغرافيا مهما وحيويا في التخطيط الإقليمي بصفة أساسية وينبع هذا الدور من واقع يستهدف الانتفاع الأفضل بالأرض والاستخدام الأحسن للموارد في الأقاليم والبيئات. ويمكن أن تكون الخبرة الجغرافية هي الخلفية العريضة للخطة فيكفل تحديد دور العوامل الطبيعية والبشرية في تنفيذها.
ولا يقف دور الجغرافيا عند حد تحديد الإقليم الجغرافي الطبيعي على اعتبار أنه الإطار الأفضل للخطة أو عند مسحه وتعميق المعرفة بخصائصه المتعددة وصنع القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها الخطة، بل إن دور الجغرافيا يتجاوز ذلك كله لكي تكون الخبرة الجغرافية ودورها البناء من خلال الاشتراك الفعلي في مجال وضع الخطة وتنفيذها ومن خلال دعم التكامل بين الخطط في الأقاليم المترابطة داخل إطار الدولة.